عاجل
بعد تدمير بنيتها التحتية ..المفوضية لحقوق الإنسان ..جهود مكثفة في عمليات رصد وتوثيق الانتهاكات السفير التركي ..ندين عمليات القتل والذبح التي تستهدف المدنيين في الفاشر وجنوب كردفان سلاح الجو السوداني يستهدف مجموعة من المرتزقة الكولومبيين فور وصولهم مطار نيالا بطائرة خاصة رمضان محجوب.... يكتب...غزوة "التيتي" المسيرية يرفضون استلام دية قتلاها في معركة أم صميمة من حميدتي و يتوعدون بالتصعيد.. عودة أكثر من "3000" سودانياً من مصر عبر برنامج العودة الطوعية خلال أيام الطيران الحربي يستهدف تجمعات للمليشيا المتمردة في بارا وتكبّدها خسائر فادحة تقرير أمريكي : منصور بن زايد  يقدم الدعم الكامل لمليشيا الدعم السريع من خلال المنظمات الخيرية التابع... تقييد خدمة الاتصال الصوتي والمرئي عبر تطبيق واتساب في السودان اعتبارًا من الجمعة 25 يوليو 2025 تجمع السودانيين الشرفاء بالخارج يرفض أي محاولة لفرض “حل سياسي” يُساوي بين الجيش وقَتَلة الأطفال ومغت...
الجمعة, سبتمبر 26, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتوقائع وتوقعات.. د.ربيع عبدالعاطى عبيد

وقائع وتوقعات.. د.ربيع عبدالعاطى عبيد

وقائع وتوقعات.. د.ربيع عبدالعاطى عبيد

من أجل الإصلاح .. المبادى أولاً

هبوب نيوز : خاص

بسم الله الرحمن الرحيم

ü لا يضطلع شخص بدور ، ويصيب كبد النجاح وذروته ، إن لم يكن مؤمناً وحاذقاً للمهمة التى يؤديها ، فهو أول من تغمر قلبه السعادة ، حين يرى عياناً بياناً ما كلفه جُلّ طاقته ، وما أنفقه من زمنٍ ، فى شكل إنجاز يناطح ذرى المجد ، ويعانق سحب السماء .
ü وأصحاب المبادئ ، لا يضعون إهتماماً لأجر عاجلٍ ، أو ينتظرون تعويضاً لقاء الذى بذلوه ، ويظل هدفهم الأوحد ، أن يتجسّد فكرهم ، ليصبح شيئاً ملموساً منتفعاً به فى أرض الواقع ، وليس تهويماً إفلاطونياً كما المدينة الفاضلة ، فى أذهان الحالميين المفارقين لعالم الحقيقة ، السابحيين فى فضاءات الخيال كما تهيم الطير التى لا تعتد ، أو تعترف بالأوطان .
ü وقد تنفق الدولة ، أو الأسرة الملايين من الأموال ، فتذهب سدى ، ولا تكون نتيجة ذلك الإنفاق سوى ريحٍ تعصف بالأموال والثروات ، بسبب أنها قد مُنحت بغير هدى ولا كتاب منير ، ووجهت لإشخاصٍ ، لا مبادئ لهم ، ولا ينظرون إلا لمنفعة رخيصة ، وعائدٍ لا يتجاوز أشخاصهم ، وبينهم وبين المبادئ بون شاسع ، وفرق كالذى بين الأرض والسماء .
ü والشخصية السياسية ، التى تتلاعب بالسياسة ، وتحيلها إلى إلفاظٍ معسولة ، لا تمييز بينها وبين مستخدمى صكوك الغفران ، كالتجار الذين يبيعون الحديث ، وهم لا يملكون السلعة التى يروجون لبيعها ، وهم لا يعلمون بأن فاقد الشئ لا يعطيه .
ü والإعلامى ، الذى يتصدى لنقل رسالة سامية ، سيخيب فأله ، وفال من كلفه بنقل هذه الرسالة فى شكل مقروءٍ ، أو مسموع ، أو أى قالبٍ كان ، إن كان فاقداً للمبادئ ، طبلاً ، وحارقاً للبخور ، دونما أن يكون مؤمناً بما يؤديه من عملٍ مقدّس ، ووظيفة تتطلب الأمانة ، وهو بهذا الشكل إنما هو كالنائحة المستأجرة التى تذرف الدمع ، وهو دمع مصنوع ، وتمثيل يفتقر إلى الأحاسيس القلبية ، ومشاعر الحزن الحقيقية الناتجة عن فقدٍ عظيم ، وبالفعل فإن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة فى كل الأحوال .
ü والإعلاميون الذين يعملون من أجل الفكرة ، ويضحون فى سبيلها ، ويتحملون الأذى من أجل ترسيخ معانيها ، لا ينتظرون شكراً ، ولا حمداً زائفاً ، ولا جزاءً مشروطاً ، ولا تعويضاً عارياً ، ولا مالاً سحتاً ، ولا منصباً زائلاً ، مقابل ما يكتبونه ، أو يبثونه فى الفضاء من أفكار حملت مبادئهم ، وتشربت برؤآهم .
ü فالرجال الذين وهبوا حياتهم للأفكار العظيمة ، والقيم النبيلة قد راجت أفكارهم ، دونما الإستعانة بوسائط إعلامية ، أو تقانات فضائية ، أو غير ذلك من تسهيلات أفرزتها علوم العصر ، وأوجدتها تطورات العقول وفنون البرمجيات .
ü والمبادئ وقوتها ، والفكرة وصلاحيتها ، إنما وُجدت لمعالجة أدوار الحياة ، وقضايا الدولة والمجتمع .
ü والعمل من أجل المبادئ ، وعلو شأنها ، هو الكفيل بنجاح المشروعات ، وحفر أسماء الذين عملوا لها ، ليس فى جدار التاريخ ، وإنما فى ثناياه ، وأصول الذى أرسى أعمدته ، وصياغة الذى تضمنه من حقائق وأفكار مثلت نبراساً يضى للآخرين الطريق .
ü وعندما تدفع المبادئ أصحابها نحو إرتياد آفاق النجاح ، وتحقيق الإختراقات لجوانب التحدى ، فإن الذين يواجهونهم من الجانب الأخر ، خاصة من قبلوا تلك المواجهة مأجورين ، مقابل دُريهمات دفعت لهم ، و ذممٍ تم شراؤها بليلٍ ، أو مناصب وعدوا بها ، سيجد أمثال هؤلاء أنهم فى معركة لا يملكون سلاحها ، ولا يُجيدون فنونها ، فهم أهل أجر وإرتزاق ، وسوف يصطدمون بجبال راسيات ، ويحاربون قمماً سامقة عملاقة ، حيث لا تقارن العظمة بمن هو قزم ضائع ، ولاتوازن وضيعة بقيم المبادئ وإرادة الرجال .
ü والمبدأ هو الركن الركين لكل أنواع الإنتصار الحق على جميع الصُعد ، فهو الذى يسجل الأهداف لتنتصر كرامة الإنسان وتعلو على ما سواها ، كمثل ما ترتقى العبودية لله ، وتنحدر العبودية للعباد ، وما أصدق قول رسول الله (ص) : تعس عبد الدرهم وتعس عبد القطيفة وتعس عبد الدينار .
ü وما أعظم الذين يقبضون على سنام المبدأ ، مهما تطلب ذلك من تضحية بالأنفس والمهج والأرواح .
ü وإن أردنا الإصلاح ، من أجل دين ودنيا ، فلا مجال إلا بتقديم المبادئ على غيرها من عناصر ، لتتوجه المسيرة نحو أهدافها القاصدة ومراميها المتصفة بالسمو والشموخ .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

الأكثر قـراءة