إنسحاب الأسد..وخارطة العالم الجديد ..
كتب : النذير دفع الله
بعد أحد عشر عاماً من الإقتتال والدمار والتشريد والتهجير للشعب السوري سقط الأسد المروض دون مقاومة ..فهل سقط الأسد ام انسحب ؟
سقط بشار أو بالأحرى انسحب الأسد مكرهاً ضمن خطة جديدة لعبت فيها الولايات المتحدة الأمريكية دور أساسي بتنفيذ وإخراج تركي،خطة ستظهر ملامحها خلال الأعوام المقبلة ضمن خارطة العالم الجديد .
بدأت الخطة الجديدة بتقديم الولايات المتحدة تنازلات لروسيا تتعلق بتواجدها في الشرق الأوسط حيث أجبرت الولايات المتحدة بشار بالانسحاب من سوريا مع الإبقاء على كل القواعد الروسية ، فيما كان للظهور التركي أثر واضح ضمن المثلث الجديد الذي يضم (الولايات المتحدة وبريطانيا أوروبا القديمة وتركيا ) فكل العمليات العسكرية والسياسية ستتم عبر تركيا ( مخلب القط )الجديد في الشرق الأوسط.
وفي المقابل ستكون (روسيا والصين بالإضافة لكوريا الشمالية) هو الحلف الموازي على أن تتنازل الولايات المتحدة عن بقية دول أوروبا الجديدة،وتركها كاشفة الظهر.
(فرنسا ،ألمانيا ،بلغاريا ،الدنمارك،السويد،وبقية أوروبا ) .
لذلك أعدت بريطانيا الخطة مسبقاً ومهدت للتشكيل الجديد من خلال خروجها من الإتحاد الأوروبي (اليورو) منذ زمن ليس بالقريب .
وهو ما حذر منه السر ريتشارد شيريف، أحد الضباط البريطانيين تقاعد عن العمل و الذي شغل منصب نائب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا . من عام 2011 إلى عام ،2014 حذر أن بريطانيا ليست مستعدة بشكل صحيح للدفاع عـن نفسها في حرب مـع روسيا ولا يمكنها الإعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي.
قال ضمن تصريحات لصحيفة الاندبندنت البريطانية إن الصراع العالمي لن ُيمنع إلا إذا كان هناك ”شريط من الفولاذ الرادع من بحر البلطيق إلى البحر الأسود
وأضاف ان المملكة المتحدة قد تكون مستعدة للمساعدة في تحقيقـه دون دعـم واشـنطن.
هذا التشكيل الجديد الذي بدأت ملامحه الأولى تتشكل بانسحاب الأسد ربما يجبر أمريكا بالتنازل التدريجي أو التخلي عن أوكرانيا لتواجه مصيرها مع الدب الروسي .
ومع ظهور لاعبين جدد ضمن التشكيل العالمي الجديد تلاشت القاعدة القديمة (ثنائي القطبية)
وأصبح السباق نحو الشرق الأوسط وأفريقيا هو من يحدد ميزان القوة ضمن التشكيل الجديد وهنا تتجلى حصافة الدبلوماسية بكل مقوماتها إلى أي الفريقين ستتجه الدول الأفريقية والعربية والأسيوية ،ولكن ما يهمنا في هذا التشكيل إلى أين سيمضي السودان بعد أن خاض تجربته مع كل الأقطاب
فما بين الرأسمالية والاشتراكية ضاعت عقود وأزمان دون أن نجني ثمرة من بساتين الروس أو حدائق واشنطن ، وما زلنا حتى اللحظة نقدم التنازلات و التودد لكلا الطرفين فهل إلى سبيل من خروج!؟
إلى دبلوماسيتنا الرسمية لم يعد هناك ما يمكن خسرناه بعد الذي نحن فيه فقد حان الوقت لأن ترفعوا رؤوسكم بالنظر إلى تطلعات هذا الشعب العظيم وأن تمدوا الأيادي بالسلام لمن يستحقها وأن امنحوا مواردكم لمن يقدر ثمن أهلها قبل قيمتها ،ودون كل ذلك أن أعيدوا لنا عزتنا وقيمتنا الإنسانية قبل المادية فالحرب قدمت لكم دروس مجانية لو بقيتم ألف سنة دونها لما أستطعتم أن يميزوا بين الخبيث والطيب فهل أنتم فاعلون ؟!