مكتب منسق حكومة دارفور بالشمالية ..تكامل مجتمعي ورضا رسمي ..
كتب : النذير دفع الله
تم أمس الخميس بحول الله إفتتاح مكتب المنسق العام لحكومة إقليم دارفور بالولاية الشمالية وبذلك يكون مكتب المنسق قد دخل مباشرة وبطريقة رسمية ضمن أجهزة الدولة مما يعني المشاركة في كل شؤون الولاية الخاصة والعامة. ومن ناحية أخرى الولوج إلى المهام الأساسية المتعلقة بحكومة إقليم دارفور.
هي خطوة وإن كانت قد تأخرت كثيراً لظروف إدارية وأخرى سياسية أو أمنية ولكن (أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي) ،
فبرغم التوجسات والهواجس التي تملكت مواطن وحكومة الولاية الشمالية من وجود هذا الجسم مع بعض المبررات لتلك الهواجس في هذا الظرف بالتحديد إلا أن منسق المكتب عمدة الطاهر استطاع بمواقفه وأخلاقه وحنكته وجراءته كسر الجدار العازل وإزالة المخاوف وتغيير الهواجس إلى سكون وطمأنينة من خلال مشاركاته أهل الولاية في كل المحافل والمناسبات الاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية وغير مما أكسبه ثقة الولاية التي طالبت بدورها من ممثلاً للادارة الأهلية أن يكون ممثل لحكومة إقليم دارفور بالولاية الشمالية .
عمدة الطاهر إستطاع دخول الولاية عبر أهلها وبوابتها المجتمعية فلم يبادر بإنشاء هذا الصرح قبل موافقة أهلها ،فعمل على التواصل مع الجميع وربط النسيج الاجتماعي الذي إنعكس إيجابياً على التنسيقية .فتغيرت نظرة المجتمع في الولاية على وجود مكتب لحكومة دارفور ،بل كان لوجود القوات المشتركة في الصفوف الأمامية إنطباع بالغ الأهمية في أواسط مجتمع الولاية الذي أحس بالطمأنينة من تواجد القوات فكان للمجتمع السبق في الاهتمام بأبناء وجنود القوات المشتركة وذلك من خلال إجراء (127)عملية للمصابين من قوات المشتركة بمستشفي دنقلا تكفلت الولاية بعلاجهم بمشاركة كل القطاعات ، ولعمري هو نجاح غير مسبوق لم يكن لأحد القيام به غير عمدة الطاهر في هذا الوقت العصيب .
إفتتاح مكتب التنسيقية لا يعني بأي حال من الأحوال تلك الروتينية من الإجراءات والمعاملات المكاتبات الرسمية فهو تكامل مجتمعي غير مسبوق وانصهار وتلاقح للثقافات ،ووحدة حقيقية تجسدها الاعراف والتقاليد والواقع وكسر شوكة المتربصين وداعمي التفرغة والانفصال .
وحتى تكتمل هذه اللوحة المجتمعية الجديدة التي تأصل لسودان ما بعد الحرب لابد لمزيد من الترابط والتوافق ودعم التلاقي المجتمعي والترابط الثقافي فلا فوارق ولا فواصل ولا حدود بين الأقاليم ،عليه فالمتوقع خلال الفترة المقبلة إفتتاح مكاتب للتنسيقية في محليات الولاية الخمس تأكيداً للوحدة ودعماً ومساندة في حرب الكرامة التي تتطلب تماسك المجتمع والثبات على قلب رجل واحد لمواجهة عدو واحد ..
والله من وراء القصد ،،