قرأة حول حق الفيتو الروسي..(2)
دكتور : حافظ محمد عبدالرسول
هبوب نيوز : خاص
لاشك بان موقف روسيا في إستخدام حق الفيتو وتعطيل مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن يبعث الرضا التام في نفوس كل السودانيين، و مرد ذلك الي ان تجربة السودانيين حيال تدخل مجلس الامن سواء من خلال اليوناميد تحت القرار(١٩٣٥) / ٢٠١٠ أو اليونيتامس كانت سيئة للغاية و علي نحو خاص تجربته اليونيتامس التي صممت لمساعدة السودانيين في إدارة المرحلة الانتقالية و مع اننا لدينا موقف ثابت منذ بداية حول طبيعة الإجراءات التي ادت الي صدور مجلس الامن الدولي قراره.بمساعدة بريطانيا و سذاجة رئيس مجلس الوزراء السوداني آنذاك ، و عدم جدوي في فرض
الوصايا علي السودان من خلال بعثة اليونيتامس المشؤمة اذ ان الشعب السوداني الحر و المستقل قادرة علي إدارة بلده بمنعا عن اي وصايا من أحد.
ونشير هنا الي أن معظم قرارات الامم المتحدة تاتي تحت غطاء حماية المدنيين و حقوق الإنسان و لكن واقع الامر إن الدول المعنية تسعي لحمايةمصالحها الخاصة.، و ان حمايةالمصالح من صميم علم العلاقات الدولية الا اننا نرفض استخدام المنظومةالدولية لهذا الغرض..
و نلاحظ ذلك أيضاً من خلال المهام الواسع لبعثة اليونيتامس في السودان مما جعل السياسيين السودانيين يتهافتون ليلا نهار الي مكتب حاكم السودان الفعلي فولكر لكسب الرضا، و بذلك استغل فولكر غباء الناشطين السياسيين السودانيين الي تمرير اجندته الخاصة في تجاوز صريح لمهامه وقد أشرنا مراراً الي تجاوزات فولكر وفق القرار (٢٥٢٤) / ٢٠٢٠. و أخيراً مذكرة المحامين و التي قادت الي الاتفاق الإطاري و ما أدراك مع الإطاري ،وبالتالي فان فرحة السودانيين من الفيتو الروسي نابعة عن تجربة سيئة انتهت بهم الي حرب ١٥ ابريل.
هذا بالإضافة إلى فشل تجارب التدخل الدولي في محيطنا الاقليمي في العراق و ليبيا و سوريا …الخ كلها كانت تحت غطاء حماية المدنيين ، هنا نترك للقارئ الكريم تقيم التجارب انف الذكر…
و بالرجوع الي موضوع المقال و الاجابة الي السؤال حول مصلحة الدولة السودانيه..
أولاً: نشير الي انه و في ظل خمرة فرحة السودانيين بالفيتو الروسي يجب ان نسترعي انتباه القائمين علي امر البلد بضرورة وضع مصلحة السودان موضع الاهتمام..
و ذلك من زاوية تهافت الدول الكبري في استغلال موارد و ثروات أفريقيا حيث يمثل السودان محط الاهتمام الاعلي ، و ذلك بالنظر للاتي.
أ / هنالك تباين دولي حول استغلال موارد القارة الافريقية، ففي الوقت الذي ادركت كل من روسيا و امريكا ضرورة الانطلاق في الهيمنه علي أفريقيا من بوابة السودان لحماية مصالحها الاستراتيجيه في أفريقيا وذلك بتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر و الذي يربط بين اهم مناطق صراع النفوذ الدوليه يحيث يربط بين دول الخليج ذات الاهميه الاقتصادية و الاستراتيجيه لامريكا و القارة أفريقية حيت يتمتع السودان باطول ساحل في البحر الاحمر حيث يبلغ طوله ٧٠٠ كم .بينما ينتهج الصين سياسية الكم في تعزيز و جودها في أفريقيا وليست النوع كما الحال لدي أمريكا و روسيا و دول اخري ، و نلاحظ في ذلك التواجد الكبير للشركات الصينية في اغلب دول أفريقيا.
ب / لست ادريي من حسن الحظ او لسوء الحظ ان تقع دولة السودان ضمن هذه الرقعة الجغرافية المميزة في خريطة العالم ، حيث الوجود الجيوغرافي المميز مما يجعله محل اطماع القوي الدولية في ظل الصراع علي الموارد الدولية، و بذلك عرضه للتدخل في توجيه سياساته الداخلية وفق مصالح تلك الدول. و تاسيساً لذلك فعلي السودان توظيف كل هذه العوامل الايجابية إلي مصلحتها الوطنية الخاصة و مع ذلك فان هذه العوامل ليست ان تكون بالضروره إيجابية حالة عدم قدرة السودان في توظيف دوره الريادي في ظل صراع المحاور الدولية و اهميته الاستراتيجيه في التوترات الدولية و الإقليمية.
سوف نوافيكم في الحلقة الثالثة بإذن الله عن أهمية السودان في ظل صراع الموارد المائيه و الموارد الاخري..
