قرأة حول حق الفيتو الروسي (1)..
دكتور : حافظ محمد عبدالرسول
هبوب نيوز : خاص
في جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ ١٨ نوفمبر٢٠٢٤ استخدمت روسيا حق النقد في تعطيل مشروع
قرار اعده بريطانيا لحماية المدنيين في السودان. يجدر بالذكر ابتداءا بان روسيا هي أكثر الدول دائمة العضوية في مجلس الامن استخدمت هذا الحق ،حيث استخدمت منذ الإتحاد السوفياتي ومن ثم روسيا (١٤٣)مرة حق النقض (الفيتو ) يليها الولايات المتحدة (٨٣) مرة ،بريطانيا (٣٢) مرة ، فرنسا (١٨) مرة و اخيرا الصين (١٦) مرة.
و عليه فإن إستخدام روسيا لهذا الحق ضد مشروع القرار البريطاني بذلك يكون قد استخدمت دولة روسيا حق النقض للمرة ال (١٤٤) . ونشير هنا أيضا الي أن حق الفيتو هو حق الاعتراض علي اي مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن الدولي دون إبداء اسباب ،وهو مرتبط في الغالب بمصالح عليا للدولة المستخدم ، ومع ذلك فإن هذا الحق لايمتد الي التصويت الإجرائي و ان غياب الدولة دائمة العضوية أو امتناعها عن التصويت في الجلسة المعنية لايعد بمثابة إستخدام حق الفيتو. كما يستطيع العضو الدائم ان يعيق إختيار الأمين العام للأمم المتحدة دون الحاجة الي الحق النقض الرسمي ،و يتم ذلك في جلسات سرية ،و الدول الدائمة العضوية هي التي تمتلك الأسلحة النووية آنذاك و التي ألت علي نفسها الالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في١٩٦٨ ، وذلك لمنع نشوب اي حرب عالمي ومن ثم تجنب الاسرة الكونيه مزيداً من الكوارث….
و بالنظر الي موضوع المقال فانه ليس من الضروري ان يعد استخدام روسيا لهذا الحق انتصارا دبلوماسيا فحسب بل ان منطق العلاقات الدولية يحتم علينا قرأته من جوانب مختلفة .
أولاً : البيئة الدولية..تشهد البيئة الدوليه توترات اشبه بتلك التي ادت الي انهيار عصبة الامم و الذي مهد الطريق للحرب العالمية الثانية ، حيث حرب روسيا ضد حلف النياتو في اوكرانيا و التي بدات في ٢٤ فبراير ٢٠٢٣ و التي ظهر من خلالها الدور الفاعل جدا لبريطانيا ،ثم شبه الحرب التي يخيم الصين و جزيرة تايوات و التي تقع في بحر الصين .هذا فضلا عن الحرب بين ايران و ازرعها ضد إسرائيل . كذلك حرب الشرق الأوسط بين فلسطين (غزة )و إسرائيل و التحالف السعودي ضد الحوثي في اليمن..الخ و اخيرا النزاع الداخلي في السودان
ثانياً : فوز دونالد ترامب و اثره علي منطقة الشرق الأوسط و حلف النياتو و كذلك حرب اوكرانيا، و المعروف ان ترامب لا يؤمن الا بمصلحة امريكا و بالتالي لايمكن التنبؤ بما يحدث في المستقبل في سياق العلاقات الدولية و المحاور..
ثالثاً : تقاطعات المحاور …لاشك ان استخدام روسيا حق النقض لصالح السودان وضع السودان تحت تصنيف المحور الروسي الإيراني، وعليه فانه يحتم علي السودان الالمام الكامل بمصالح روسيا ليس في السودان فحسب بل في كل القارة أفريقية انطلاقا من ذلك فان مصالح روسيا في السودان تتعدي الحصول علي قواعد عسكريا في ميناء البحر الأحمر الاستراتيجيه الي حماية مصالحها في أفريقيا وذلك لما يتمتع بها السودان من تميز موقعها الجيوغرافي و الاثني أسوة بباقي الدول الأفريقية، هذا فضلا عن ما تزخر بها السودان من موارد طبيعيه و اراضي زراعية واسعة و المياه و اهميتها في ظل الصراع الكوني حول المياه.
رابعاً : قرار المحكمةالجنائيه الدولية ضد الرئيس الروسي…
اصدرت المحكمة الجنائيه الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ١٧ مارس ٢٠٢٣ يري روسيا بان هذا القرار صدر تحت ضغوط اروبيه و بالتالي قد يعمد في احراج بريطانيا بتعطيل مشروع قراره حول حماية المدنيين في السودان
خامساً : مصلحة السودان من خلال استخدام روسيا حق النقض…. مصلحة السودان تستشف من اهميتها للمحور الروسي علي نحو عام و مصالح روسيا علي وجه خاص و بغض النظر عن تباين و اضطراب الوضع الدولي برمته علي السودان ان تدرك ماهي طبيعة المصالح التي جعلت روسيا تسخدم هذا الحق ..
هذا ما نشير اليه في المقال المقبل.
