مقالات : هبوب نيوز
رجال كقدح الزند زانت مسيرتهم جيد اجيال عرفتهم سوح التعليم سقوا التعليم ، عمرا افنوه فى مراقي المدارس، جالوا وصالوا فيها كمطر أينما حل نفع واينما كانوا غرسوا افنانا من رزنامة التعليم وحينما نتخير من اعلام بلادي التعليمة نجد ذاك العالم المتبتل فى محرابه كشيخ عابد يمسك مسبحته ليجرد اسم الجلالة واستاذنا يجرد الحروف ليقٌوم اجيال وينير عقول بالعلم تحصينا كأمراض الطفولة التي تُعطى من طبيب ليظل الطفل بعيدا عن الأمراض القاتلة ولكن معلمنا يحصن تلك العقول من مدلهمات الجهل يزرع مساحات الانفس ليحصد الطالب تفوقا ذاك هو مربي الاجيال الاستاذ عبدالرحمن قرشي الذي لاتخطئه عين، معلم و رقما يتجاوز حسابات الفلكيين اعطى ولم يستبق شيء فهو ارادة تحدت المحال وشكيمة غيرت الحال.
شاب فى طاعة الله..
نشأ الأستاذ عبدالرحمن قرشي فى تلك الحقبة من زمان يندر فيه التعليم ورقعته كانت ضيقة ولكن ايمان الاسرة بان التعليم درب يفتح مساحات تتوسع فيها روح العطاء وطريق شاق يُختم بالفرح العظيم دفعت به الاسرة فى مراحل صغره الى الخلاوي لينهل من معين لاينضب وبحرا لا يجف القران الكريم الذي يحفظه الطالب يجد نفسه فى تسارع مع الزمن ليحفظ ويستزيد منه فكانت النشأة دينية فى مساحات المسائد والخلاوي فتفقت ازهار عقله على عظمة العلم والتعليم فصار ينقل ما يحفظه لاقرانه ولاسرته فذاك حلاوة التعليم وظل يراوده ذاك الحلم ان يكون بازلا للعلم معلما يهزم الجهل ويغرس نخلات الحروف فى عقول الاجيال فيمم صوب قلعة العلم ومنارة التعليم القلعة التي يحج اليها من كل حدب وصوب رجال لا تلهيهم تجارة او بيع او لهو بل يتقدون كزجاجة لجية من فوقهم علم ينير العقل ويجب الجهل بخت الرضا اسم اشتق من كلمة تعطي أملا وترسم مستقبلا فكلمة بخت في العامية السودانية تعني السعادة والحظ الوفير فكانت قسمة استاذنا عبد الرحمن القرشي ان يكون نجما بين اقرانه في ذلك الصرح العظيم الذي يعتبر دورة حتمية في مسيرة كل معلم فالعزم عزم رجال والقول افعال و العمل بيان فود القرشي رغم شهرته وسطوته في ميادين التعلم التي صنعت منه رجل مهذبا متواضع تتحدث عنه مجالس ولاية سنار التي أصبح لها عنوان كانت جنته حضارة على عرصات التاريخ كُتبت بمداد من عزة وشموخ ترعرع فيها فكان داخله هذا التاريخ العظيم لدولة سنارية يشد اليها الرحال ومرتع لخريطة صوفية توزعت على امتدادها فكانت كمدافع تقتل وتصيب كل جهل فى مقتل.
غرس طيب
ولان الغرس طيب شجرته ملئت بسور القران المجيد وتشبعت بتاريخ سنار التليد فصار الاستاذ عبدالرحمن رقما فريد فى سلم المعلمين ساحته سنار فكانت مسيرته حافلة بكل جميل خصال وترقى فى سلم التعليم بعد صال وجال فى كل دروبه ان مسيرة استاذ عبدالرحمن قرشي سفر مختلف الصفحات مقرظ من كل تجد فيه ابواب منقحة بعبق التاريخ كسنار ذات الحضارة فى عمق التاريخ الاسلامي فهي اول دولة اسلامية قامت على نفوس عجنت بكريم الخصال وتناقلت الجينات عبر انسانها فكان من ذاك عبدالرحمن قرشي فكانت سنار بيته الذي عشقه وتنقل فيها حتى اتكأ على الهيكل الاداري فصار رقما فى الكمياء ومادتها حفظ معادلاتها وافهمها لطلابه حتى وصل الى رئيس شعبتها بمدرسة سنار الثانوية وبعدها وصل به قطار التعليم الى مستشار شؤون التعليم بمحلية سنار وختم القطار محطته فكان مدير عام وزارة التربية والتعليم بالولاية.
عرف طوال مسيرته بقوة الشخصة ونقاء السريرة وشكيمة لاتلين هزم الجهل فكانت ارادته أقوى تكسرت على عتباته محال عظائم وجلائل الامور.
نموذج استاذ عبدالرحمن قرشي بمسيرته الناصعة التي لم يدنسها طمع دنيا ايقونة على جنبات مسيرة التعليم فى السودان فمثل هذه السيرة تستحق ان تفرد لها كتب لتناول سيرة اعطت منذ الطفولة ولم تتوقف نبضات العطاء الا بعد ان اسبل على التعليم بصمة فى مهنة الانبياء والمرسلين وإننا في وزارة التربية والتعليم الوطنية إذ نعزي الشعب السوداني، ومواطني ولاية سنار وأسرة الاستاذ العالم الراحل وتلاميذه وأحبابه فإننا نتضرع إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه وطلابه الصبر الجميل إنه على ذلك لقدير، الا رحم الله استاذ الاجيال الاستاذ عبدالرحمن قرشي واسكنه فسيح جناته.
د.التهامي الزين حجر
وزير التعليم والتربية الوطنية