اقتحمت ميدان الإنسانية بمبادرات تركت أثراً في نفوس الناس،،
سهير عبد الرحيم.. الصوت الحق واليد الرحمة..
ظلت ملاذاً للفقراء والمستضعفين، وظهيراً للمهمشين..
ارتقت بمبادراتها الاجتماعية من منصة الصحافة إلى منبر الإنسانية..
تطلق اليوم النسخة ٨ من “وصّلني” تزامناً مع امتحانات الأساس،،
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
مع انطلاقة امتحانات شهادة مرحلة الأساس اليوم داخل وخارج السودان، تعود مبادرة ” وصِّلني” لتنطلق في نسختها الثامنة وسط أجواء احتفالية بالنجاحات التي حققتها النسخة السابعة المنتهية بنهاية امتحانات الشهادة الثانوية قبل أسبوعين، فقد طبقت مبادرة ” وصّلني” الآفاق بعبورها للمرة الأولى الحدود السودانية إلى أرض الكنانة حيث احتضنتها جمهورية مصر العربية وهي تشهد جلوس أكثر من 13 ألف طالب وطالبة سودانية للامتحانات في مختلف المحافظات المصرية، وأعربت الأستاذة سهير عبد الرحيم صاحبة مبادرة ” وصِّلني” عن تقديرها وامتنانها العميق لكل الزملاء الذين كتبوا عن المبادرة، واحتفوا بها وزادوها بحروفهم الندية قيمةً، ومنحوها ألقا، وكشفت سهير عن تنسيق الجهود والمواقف مع شركائها لانطلاقة ” وصِّلني” في نسختها الثامنة، مثمنة تعاون مختلف فئات المجتمع السوداني، والمؤسسات العامة والخاصة مما كان له أثر كبير في إنجاح المبادرة ” المصيرية” طوال نسخها السبعة الماضية.
نُصرة الضعفاء:
وعرفت الزميلة الصحفية النابهة سهير عبد الرحيم بتفاعلاتها الإيجابية مع الشرائح الضعيفة في المجتمع السوداني لتكون صوتاً للضعفاء وظهيراً للمهمشين، ولمن سقطوا سهواً أو قصداً من حسابات الدولة والمجتمع، فاختارت سهير في زمنٍ عزّ فيه الضمير، وصمتت فيه كثير من الأقلام عن وجع الناس، أن تمضي في دروب وعِرة، لا تخاف لومة لائم، ولا تنكفئ عن قول الحق، لترتقي بذلك من منصة الصحافة إلى منبر الإنسانية، ومن دور الناقد إلى دور الفاعل الذي يحمل على عاتقه هموم الناس، ويترجمها مبادرات ملموسة تصنع فرقاً حقيقياً في واقع موجوع، فقد اشتهرت سهير عبد الرحيم بانتهاجها سياسة المصادمة من خلال كلماتها التي تخطها بماء القلق وتدلقها على وجه الوطن والمواطن، تقف في وجه الفساد والتقصير والتعدي على حقوق الناس، ورغم أن قلم سهير طالما أوجع الفاسدين، وهزَّ عرش الطغاة والظالمين، ولكنها مع ذلك لم تبقَ أسيرة الورق، بل مدت يدها إلى ميدان الإنسانية، حيث صدق الانتماءات ونُبل المبادرات، وهناك صنعت أفعالاً تعادل آلاف المقالات.
وصِّلني:
ووفقاً لمراقبين فإن أهمية مبادرات الأستاذة سهير عبد الرحيم قد اكتسب أهميتها لوجودها في بلد كالسودان تتهدده الحروب وتنهشه الأزمات، حيث يقف الأطفال والنساء وكبار السن في وجه العاصفة بلا سند، فكانت مبادرات سهير بمثابة طوق نجاة، ومن ذلك مبادرة “وصِّلني” التي حصدت نجاحات منقطعة النظير، حيث حافظت على نسق استمرارها باستهدافها نقل طلاب الشهادتين (الأساس والثانوي) إلى مراكز الامتحانات بوسائل بسيطة، وإرادة صلبة في ظل أزمات النقل وتردي البنى التحتية، خاصة في أوقات النزاع، فنجحت “وصلني” التي استطاعت أن تضمن وصول الآلاف من الطلاب إلى مقاعد الامتحان بكرامة وأمان،،
(خطوة عشم)
ديباجة للزين
والسمح
ومنصة للخير
والقيم
وصِّلني
بتنفس أمان
وبلحق براحتي
الامتحان
من غير مشقة
أو سأم
من غير توتر
وخوف وهم
شايل النجاح
فكرة وقلم
وصِّلني
يا ثورة وزخم..
غيث مبادرات:
ولم تكتفِ الأستاذة سهير عبد الرحيم بإطلاق مبادرة ” وصِّلني” بل كانت ” وصِّلني” قطرة ضمن غيث هطول من المبادرات الإنسانية التي جمّلت جيد المجتمع السوداني المتكافل والمتعاضد والمتواد كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فكانت مبادرة “دفيّني” التي تجاوز عمرها 11 عاماً وقد نشطت في توزيع البطاطين على الأسر المتعففة في برد الشتاء القارس، وتبعتها مبادرة “فاطرين معاكم” التي تدخل عامها الثامن والتي زيّنت شهر رمضان الفضيل، فحين يهلّ موعد الإفطار على الفقراء وعابري السبيل وأصحاب الدخول المحدودة، كانت سهير وفريقها يتوزعون في الشوارع العامة، يوزعون وجبات الإفطار المجانية على المارة، وراكبي السيارات العامة وأصحاب السيارات الخاصة، تحت شعار بسيط لكنه عظيم: “فاطرين معاكم”، حيث لم تكن المبادرة مجرد إطعام، بل رسالة محبة، وتأكيد على أن التكافل ممكن حتى في أصعب الظروف، ومع استشراف عيد الفطر المبارك، تهلُّ مبادرة “حلاوة العيد” لرسم البهجة على وجوه الأطفال، و مبادرة “أطفالكم بعيونا” لتوفير كسوة العيد، ومع حلول العيد الكبير، تكبر تطلعات سهير عبد الرحيم لتطرح مبادرة “ضابحين معاكم” لتوزيع خراف الأضحية على الشرائح والفئات الضعيفة، وتأبى سهير عبد الرحيم إلا وأن تمسح بيد حانية على أطفال المدارس حيث تتأبط سهير وبحلول العام الدراسي مبادرة “شنطتك علينا” تستهدف بها طلاب وتلاميذ المدارس المنحدرين من بيئات فقيرة وعائلات محدودة الدخل تعاني شظف العيش، حيث تُوزَّع عليهم الحقائب واللوازم المدرسية، لقد عززت هذه المبادرة من فرص استمرار الطلاب في التعليم ورفعت عن كاهل الأسر عبئاً ثقيلاً، ولقناعتها بأهمية التعليم ودوره في نهضة وتقدم الأمم، طرحت الأستاذة سهير عبد الرحيم مبادرة “رجَّعناك مقعدك” وهي مبادرة تهدف إلى إعادة الطلاب المنقطعين إلى مدارسهم، ذلك أنه في ظل واقع مأساوي يضطر فيه الكثير من الأطفال إلى ترك مقاعد الدراسة لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، فكانت يد الأستاذة سهير وشركاؤها من المدارس وأولياء الأمور وبعض مؤسسات القطاع العام والخاص، تمتد بتقديم دعم مادي ومعنوي يعيد الطلاب إلى مدارسهم ويفتح ” كُوَّةً” من الأمل وتؤكد على أن التعليم حق لا يُحرم منه أحد مهما كانت الظروف، ولم تغب المبادرات الصحية عن أجندة سهير، فقد أطلقت مبادرة “درء الكوليرا” في لحظات استغاثة حقيقية، لتثبت أنها ليست فقط كاتبة شجاعة، بل إنسانة بقلب أمّة، وهمّها الأول هو الإنسان السوداني، لا سيما الشرائح الضعيفة والمهمشة.
زوِّجني:
المبادرات الإنسانية للأستاذة سهير عبد الرحيم، حظيت باحتفاء كبير من قبل الزملاء في بلاط الصحافة ومنصات “السوشيال” ميديا المختلفة، تقديراً وعرفاناً جميلاً ونبيلاً، حيث أعربت الإعلامية والإذاعية الأستاذة عفاف الأمين عن تقديرها لمبادرات سهير عبد الرحيم التي قالت إنها مبادرات تنبع من قيم وعادات المجتمع السوداني، مشيدةً بمبادرة وصِّلني لتوصيل طلاب شهادة مرحلتي الأساس والثانوي، مشيدةً بالنسخة السابعة التي قالت إنها وصلت إلى جمهورية مصر العربية، وبلفتة طريفة ناشدت الأستاذة عفاف الأمين بضرورة أن تستمر سهير عبد الرحيم في مبادراتها الإنسانية والمجتمعية، وطالبتها بعد انتهاء مبادرة ” وصَّلني” أن تطرح مبادرة ” زوّجني” لمعالجة مشكلة العنوسة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الصحفية الأستاذة سهير عبد الرحيم تمثل نموذجاً نادراً في مشهد الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، فهي لا تكتفي بالكلمة فقط وإنما ترفقها بالفعل (بياناً بالعمل)، فحين يتراجع كثيرون إلى دائرة النقد السلبي، تقتحم سهير ميدان الإنسانية بمبادرات عملية، تترك أثراً مستداماً في حياة الناس، فسهير ليست مجرد إعلامية أو صاحبة قلم جريء، بل إنسانة نذرت نفسها لقضايا المهمشين والمحرومين، وصارت في نظر كثير من السودانيين “ملاك رحمة”، تسابق الظروف لتصنع الأمل في بلد يعاني لكنه لا ينكسر.