نيالا : أميمة عبدالوهاب
نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أو سمها عاصمة (دويلة الإمارات) في دارفور تعاني ھشاشة أمنية واسعة قياساً ببقية ولايات دارفور التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع خاصة في الأسواق . غير أن المهدد الأمني الأكبر بالمدينة يتمثل في أسواقها والتي شهدت مؤخراً تفلتات أمنية متكررة اودت بحياة تجار ولصوص يتبعون لمليشيا آل دقلو ، لتصبح حسب مراقبون هي أسواقاً للموت .
بالمدنية عدد من الأسواق التي باتت لا تشكل حركة تجارية ومالية بقدر ماهي وكراً للجرائم وتجارة الممنوع ، طالتها هي الأخرى فوضى القبيلة والممارسات الغير رشيدة وانتهاكات متكررة جعلتها قنبلة مؤقوتة قابلة للانفجار في وجه آل دقلو في اي لحظة .
سوق النظار …
سوق (قادرة او الأندلس) والذي يقع جنوب الوادى ويعتبر منطقة إستنفار للنظار المؤيدين لأل دقلو التي التي باركت تمردهم على الدولة واعلنت تأييدهم ، كما أن به محكمة شعبية تحت إشراف نظار تلك القبائل . وحسب مرتادون للسوق تحدثوا لموقع (هبوب نيوز ) أن سوق قادرة تحول أيضاً لتجارة المخدرات بكافة انواعها بجانب تجارة السلاح بأشكالها المختلفة .
وأكد مواطنون إن التجارة تمارس في سوق قادرة بشكل غير منظم لان المجموعات الرعوية التي تسيطر عليه وتمارس الفوضى كسلوك مجتمعي وھواية . لذا ھو أكثر الأسواق احتقاناً وقابل للإنفجار في أي وقت .
حيث كشف مواطنون لـ(هبوب نيوز) إن السوق يعاني تفلتات أدت الى مقتل تجار وافراد من المليشيا واضافوا آخرها محاولة نهب الصاغة والذين دخلوا في إشتباك مسلح مع المليشيا مما أدى الى وقوع ضحايا من الطرفين .
سوق الرزيقات …
كما أن هناك اسواقاً اخرى مثل سوق المواشي والذي يقع شمال المدينة . و ھو يعتبر سوق تسيطر عليه مجموعة الرزيقات التي تقود زمام الدعم السريع وھي التي تشرف على التبع لهم الذين ينشطون في سوق قادرة ، ووصفه مواطنون بأنه سوق هادئ يمتاز بالتنظيم إلى حد بسيط ، سيما وأن الموقع يسيطر عليه أبناء الماھرية الذين أصبحوا يمارسون فيه التجارة التي تدر عليهم أموالاً طائلة ، كما ان به معظم القيادات العسكرية ذات الرتب الكبيرة لذا يحرصون على إستمرار السوق و يمنعون أي سلوك من شأنه أن يخرب عليھم تجارتھم خاصة انھم وجدوا لھم مقاتلين من ابناء قبائل البقارة الذين يقاتلون بلا مقابل من أموال وامتيازات ورتب قيادية في الدعم السريع لذا ھم الان اصبحوا تجار في المواشي .
سوق الضحايا …
هو سوق (موقف الجنينة) الذي يقع في الناحية الغربية للمدينة و ھو الآن السوق الرئيس الذي يوفر حاجة المواطن من السلع الضرورية ، ولكن اصبحت الھشاشة الأمنية مھدداً لبقائه خاصة وأن أغلب التجار والمرتادين به محسوبين على الحركات المشتركة والجيش لذا قيادات الدعم السريع والمستنفرين والمتفلتين يمارسون اسوأ انواع الإبتزاز والإستعلاء في عملية الضرائب ، وقال تجار للموقع أن من بالسوق من تجار والمستهلكين اصبحوا ضحايا للمليشيا ، وأكدوا أن السوق عبارة عن إرتكازات للمليشيا ، وكل إرتكاز لديه مشرف على مربعات بعينھا ، وفيه تمارس ھواية الإبتزاز ونهب أموال التجار .
و لا يستطيع احد ان يحمل مبالغ من محل الى آخر لانه من الممكن نهبها منه بواسطة المتواجدين في الإرتكاز .
خوف وهلع …
لكن ظهور الأسلحة الموجهة ومن جهات غير معلومة حد من التواجد الكثيف للمليشيا بالأسواق خوفاً من الضربات خاصة بعد ضرب المناطق ذات التشويش العالي .
وأكد مراقبون ان المليشيا الآن في نيالا تعيش اسوأ حالاتها وضعفها بسبب الرعب سيما بعد التفجيرات الأخيرة في فندق الضمان ومطار المدينة والتي أحيطت خسائرها بتكتم شديد ، بجانب الإنشطارات التي تهدد مستقبل المليشيا بسبب ان الماھرية يعتبرون تلك القبائل ماھي إلا تبع وبالتالي لم يجدوا من الماھرية اي إنصاف نتيجة المبائعة من رتب وإمتيازات اخرى . وإصطدموا بان نظار تلك القبائل لايملكون في قبائلھم اي شرعية غير سياسة الأمر الواقع . واعتبر مراقبون أن ظھور التنسيقيات ماهو إلا مقدمة لعملية الطوفان والذي بدأته قبيلة الترجم عبر التنسيقية القوية والتي تضم كافة التنظيمات والفئات من أبناء القبيلة وتمثل خط الوعي الوطني . واصبح الناظر بلا ارضية خاصة في ظل الحراك لايجاد بديل له .
ارتفاع الأسعار رغم الوفرة …
كما شكى المواطنون من عدم وصول أي إغاثات ، مع إرتفاع أسعار السلع بصورة جنونية ، واشاروا الى أن هناك وفرة في السلع والوقود ولكن اسعارهم مرتفعة .
وتصل السلع الى المدينة من تشاد وجنوب السودان والقليل منھا ياتي من منطقة الدبة بالولاية الشمالية ..
