هبوب نيوز : متابعات
في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السودانية، وما آلت إليه الأوضاع العسكرية في العاصمة الخرطوم من تضييق كامل على منافذ الخروج، ومع تكبّد قوات الدعم السريع خسائر جسيمة وانعدام أي فرص واقعية للنجاة أو استمرار القتال، فإننا، ومن منطلق المسؤولية الإنسانية والقانونية، ندعو القيادة الميدانية لقوات الدعم السريع إلى إعلان استسلامها فورًا لتجنب المزيد من سفك الدماء ولحماية أرواح الأفراد الذين لا يزالون في صفوف هذه القوات.
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، لا يجوز تعريض المقاتلين أو المدنيين للخطر حين تصبح الأعمال العسكرية بلا جدوى، حيث ينص البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977 في المادة (35) على أن “حق أطراف النزاع في اختيار أساليب ووسائل القتال ليس غير محدود”، كما تؤكد المادة (41) من نفس البروتوكول أن “المقاتل الذي يستسلم أو يصبح عاجزًا عن القتال يجب أن يُعامل معاملة إنسانية” فإننا نثق أن القوات المسلحة السودانية ستلتزم بالمعاملة الانسانية تجاه القوات المستسلمة.
إن الاستسلام في هذه المرحلة قد لا يُعدّ هزيمة بقدر ما هو قرار مسؤول وشجاع يُنقذ أرواح المئات ممن لا يزالون في دائرة القتال، ويجنبهم المصير المحتوم في ظل استحالة استمرار المواجهة العسكرية.
لقد شهد التاريخ العديد من الحالات التي اتخذت فيها قيادات عسكرية قرارات مماثلة حفاظًا على أرواح جنودها، كما حدث في استسلام القوات الألمانية في معركة ستالينغراد عام 1943، حين قرر القائد الألماني الميداني الاستسلام لتجنب الإبادة الكاملة لقواته، وهو قرار عُدّ حينها إجراءً حكيماً رغم شراسة المعركة.
بناءً على ما سبق، فإننا ندعو قيادة قوات الدعم السريع إلى إعلان الاستسلام الفوري والتنسيق مع الجهات المختصة لضمان تسوية أوضاع أفرادها وفقًا للقانون الدولي والإنساني، مع التأكيد على حقهم في المعاملة العادلة بعد الاستسلام، بما يتوافق مع المواثيق الدولية.
إن اللحظة الراهنة تتطلب الحكمة، والمسؤولية الوطنية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، قبل فوات الأوان.
صادر عن: المدافعون الوطنيون عن حقوق الانسان السوداني
جنيف 21 مارس 2025