هنادي النور تكتب ..
الجوية كنانة … صمود عسكري ومدني
بالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد من الآثار الكارثة للحرب والتي أجبرت الكل دون إستثناء للنزوح إلي ولايات أمنه إلا أن طيران الجيش كان جاهزاً وصامداً في مواجهة القتال بجانب نقل المدنيين والعسكريين والمصابين من جرحى العمليات في ظل صعوبة الحركة عبر البر بعض الولايات ، حيث نجح الطيران العسكري بقاعدة كنانة الجوية بولاية النيل الابيض ، في تخفيف أعباء السفر لمئات المسافرين والنازحين من ولاية إلى أخرى بسبب ظروف الحرب التي أجبرت الكثير الي التجول لأسباب متعددة سوا كان المرض او الدراسة وغيرها في مناطق متعددة داخل السودان ،
وبحسب معلوماتنا بأن متوسط الرحلات في الاسبوع تقريباً 10رحلات للركاب باستثناء البوينج 60الي70راكب .
ورغم أن القاعدة وخطورة تواجد المدنيين بها إلا أن القائد الهمام سعادة العميد ركن الفاتح بشار وأركان حربه وقائد ثاني سعادة العميد خالد والنقيب يوسف ومهند وبدوي ، لذلك لابد من الإشادة بالمواقف التي تقوم بها هذه المجموعة من الضباط والجنود في سيبل تنظيم العمل وفقاً للوائح العسكرية وتسيير عمل المدنيين ونقلهم من أماكن تواجدهم الي داخل المطار ، يعمل هؤلاء الجنود دون كلل ولا ممل ورغم حساسية الموفق والطيران الحربي في ظل الحرب الدائرة الا انهم يعملون بدقة عالية في سيبل إرضاء كافة المغادرين للمطار ، حيث شهدت خلال يوميين قضيناها مع أسرتي في إنتظار الطائرة هناك تزاحم لعدد كبير من المواطنيين منهم قضى أسبوع أو أكثر وبالرغم من الإنتظار والمعاناة التي ظهرت على عدد من المواطنيين إلا أنهم كانوا على يقين أن الطيران سوف ينقلهم الي الوجهة التي يرغبون للوصول اليها ولكن كان لابد من عملية التنسيق سيما في ظل العدد الكبير الذي يفوق قدرة الطائرة مع نقل مصابي المعارك بالإضافة للمدنين و أسر الضباط كل هذا الكم الهائل يتدافعون يومياً إلي القاعدة الجوية من أجل السفر عبر المطار الحربي، وحقيقة إن معاناة الجانب العسكري أكبر في حفظ الأمن وضمان سلامة المواطنيين كان الهم الأكبر .
و ما حدث معي شخصياً كان قمة التفاني والأخلاق والدور النبيل الذي تقوم به القوات المسلحة في كل الجبهات فعندنا تأخر موعد إقلاعنا مع اسرتي في التوقيت المحدد ولم نجد مكان للمبيت في القاعدة ، ولكن قائد ثاني أمر بنقلنا الي إحدى القرى بالقرب من القاعدة تسمى (كبر نيل) حيث مكثنا فيها يومين بلياليها وسط العز و الكرم السوداني الأصيل في منزل العمدة الذي يوالى امر المسافرين المتخلفين عن الرحلات حيث يشرف العمدة واسرتة على ضيافة عدد كبير من الأسر دون دعم من أي جهة وبكرم حاتمي يقوم بإعداد وجبة العشاء وتجهيز أماكن للنوم وتوفير مياة الشرب والاحتيا جات ت الاخرى علماً بان هناك صعوبة في توفيرها إلا أنه يقوم بتوفيرها عبر مجهوده وماله الخاص وهو دليل بأن السودان مازال بخير ” وانطبق قول الشاعر (ولو ماكنت من ذي ديلا وآ أسفاي وآ مأساتي وا ذلي”
حقيقة السودان فخر وعز و أصالة وكرم و(الجيش جيش السودان) وبأذن الله سننتصر معركة الكرامة وهذه سانحة بأن نقول للقائمين على أمر القاعدة الجوية (كنانة) ابقوا الصمود والحقيقة يجب أن تقال بأن الطيران العسكري أسهم بدور كبير في تخفيف معاناة المواطنيين دون أي مقابل فقط كان لسان حالهم يقول بأن دورهم لايدخر أي جهد يصب في مصلحة المواطنيين وأن الهدف في إجلاء المدنيين هو مراعاة حوجة المدنيين في ظل الظروف الاستثنائية التي تواجه هؤلاء النازحين سبب الظروف الاقتصادية وصعوبة السفر عبر البر وتكلفتة العالية فكان طيران الجيش صمام أمان لكل المدنيين دون مقابل..
