دور الإعلام في زمن الزيف والتدليس
———————-
هشام محمود سليمان
orfaly6666@gmail.com
مدخل:-
أصبح الإعلام أداة قوية ذات حدين فمن جهة يستخدم لنقل الحقائق وتثقيف الشعوب ومن جهة أخرى قد يتحول إلى أداة للتزييف والتضليل تسعى وراء المصالح السياسية أو الاقتصادية أو الأيديولوجية
الزيف الإعلامي يتجلى في :-
1. التضليل بالمعلومات الخاطئة: –
نشر أخبار كاذبة أو مضللة
2. الترويج للأجندات:-
حيث يتم استخدام الإعلام لخدمة مصالح معينة
3. الإثارة على حساب المصداقية:-
التركيز على العناوين الرنانة لجذب الجمهور دون التحقق من صحة المحتوي
مسؤوليات الاعلام
لتخفيف وطأة الزيف وإعادة المصداقية يجب أن يتحمل الإعلام المهني مسؤوليات أساسية، منها:-
1. التزام الحقيقة والشفافية:-
تقديم الأخبار كما هي دون تزيين أو تلاعب
وضع المصلحة العامة فوق المصالح الخاصة
تجنب التحيز غير المبرر سواء سياسيا أو اجتماعيا
2. التحقق من المصادر:-
اعتماد مبدأ التحقق المزدوج (Double-checking) لضمان صحة المعلومات
تجنب نشر الأخبار من مصادر مجهولة أو غير موثوقة
3. التوازن والموضوعية:-
إعطاء الفرصة لكافة الأطراف للتعبير عن وجهات نظرها
الابتعاد عن اللغة التحريضية أو المثيرة للانقسام
4. التثقيف بدل الإثارة:-
استغلال الإعلام لتعليم الجمهور كيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة
التركيز على قضايا جوهرية تهم المجتمع بدلاً من الأحداث التافهة
5. المحاسبة الذاتية:-
وضع مدونات أخلاقيات صارمة لضمان عدم تجاوز الحدود المهنية
قبول النقد وتصحيح الأخطاء بسرعة وشفافية
ما على الجمهور دوره في مواجهة الزيف :-
الجمهور هو المستفيد الأول من الإعلام ولكنه أيضا مسؤول عن عدم الوقوع في فخ التزييف وذلك من خلال:-
1. التفكير النقدي:-
عدم تصديق كل ما ينشر دون التحقق من المصدر والمحتوى
طرح الأسئلة:-
من المستفيد من هذه الأخبار؟ هل المصدر موثوق؟
2. التحقق من الأخبار:-
مقارنة الأخبار من عدة مصادر للتأكد من صحتها
استخدام الأدوات الرقمية للتحقق من الصور والفيديوهات (مثل Google Reverse Image Search)
3. التفاعل بوعي:-
عدم إعادة نشر أو مشاركة الأخبار قبل التحقق من صحتها
الإبلاغ عن المحتوى المضلل على منصات التواصل الاجتماعي
الإعلام المهني: –
كيف يمكنه نقل الحقائق المجردة؟
1. تعزيز الصحافة الاستقصائية:-
الاعتماد على التحقيقات العميقة التي تكشف الحقائق بدلاً من نقل الأخبار السطحية
العمل بعيدا عن ضغوط الشركات أو السلطات
2. التكنولوجيا كحليف:-
استخدام وأدوات تحليل البيانات لاكتشاف الأخبار الزائفة
نشر محتوى تفاعلي يساعد الجمهور على فهم الأخبار في سياقها
3. الشفافية المطلقة:-
توضيح كيفية جمع المعلومات والتحقق منها
نشر تقارير توضح تمويل المؤسسة الإعلامية لتجنب الشبهات
4. التعاون مع المؤسسات المستقلة:-
التعاون مع منظمات تدقيق الحقائق والمجالس الصحفية لضمان الحياد والمصداقيه
التحديات التي تواجه الإعلام الحر:-
1. التدخل السياسي:-
ضغوط الحكومات التي تسعى إلى تكميم الأصوات المستقلة
2. التجارية والإثارة:-
سعي المؤسسات الإعلامية لتحقيق الأرباح على حساب الجودة والمصداقية
3. انتشار الأخبار الزائفة:-
المنصات الرقمية أصبحت بيئة خصبة لنشر الأكاذيب مما يضع عبئا أكبر على الإعلام المهني
ختاما:-
رسالة الإعلام في زمن الزيف
الإعلام ليس مجرد ناقل للمعلومات بل هو بوابة للوعي وصناعة الرأي العام في زمن الزيف يكون الإعلامي مسؤولا ليس فقط عن كشف الحقائق بل أيضا عن تثقيف جمهوره وتمكينه من التمييز بين الحقيقة والوهم
كما أن الإصلاح الإعلامي لا يمكن أن يتم دون تعاون
المؤسسات إلاعلامية والصحفيين والجمهور الواعي الإعلام الصادق هو منارة الشعوب وإذا غاب نوره سادت الفوضى والظلام