مليشيا الدعم السريع المتمردة وانتهاك الخصوصية ..
هشام محمود سليمان
الامين العام الاسبق لمفوضية حقوق الانسان
orfaly6666@gmail.com
من اخطر الممارسات التي لجأت إليها مليشا الدعم السريع المتمرده في هذه الحرب لتثبيت سلطتها وفرض سيطرتها على المجتمع انتهاك خصوصية الأفراد هذا السلوك وهذه الانتهاكات يعكس غياب الالتزام بالقانون والقيم الإنسانية ويؤدي إلى انتشار الخوف وانعدام الأمن من أبرز أوجه هذا الانتهاك:-
1 المراقبة والتجسس:-
استخدمت مليشا الدعم أدوات وتقنيات تجسس لمراقبة اتصالات الناس وأنشطتهم اليومية عن طريق
اختراق الهواتف الحواسيب ومراقبة الحسابات الإلكترونية
2 الاعتقالات التعسفية والتفتيش القسري:-
تقوم المليشا باقتحام المنازل دون إذن قانوني تسورا او قهرا وتعمل علي تفتيش الممتلكات الشخصية والبحث عن أي شيء قد يستخدم كذريعة للاتهام
3 نشر الخوف والإرهاب النفسي:-
وذلك عن طريق تهديد المواطنين بالإفصاح عن معلومات خاصة أو استخدام أسرارهم للإذلال أو الابتزاز
خلق بيئة من الشك بين الأفراد مما يضعف الروابط الاجتماعية
4 السيطرة على حرية التعبير:-
منع الناس من التعبير عن ارائهم بحرية واستخدام التهديد بالعواقب لمن ينتقد السلطة
الأضرار الناجمة عن هذه الممارسات:-
انعدام الثقة في المجتمع:-
يؤدي إلى تاكل الروابط الاجتماعية والشعور بالعزلة
قمع الحريات:-
يحد من قدرة الناس على ممارسة حقوقهم الطبيعية
تعزيز الاستبداد:-
يرسخ مفهوم السلطة المطلقة للميليشا ويضعف مؤسسات الدولة
انتهاك الكرامة الإنسانية:-
يعامل الأفراد كأدوات للسيطرة وليس كبشر لهم حقوق مصونة
وبهذا يتضح ان انتهاك الخصوصيه يعتبر من اخطر الانتهاكات التي حرمتها الأديان السماويه والعهود والمواثيق الدوليه
1 تحريم الشريعه الاسلاميه لانتهاك الخصوصيه :-
إن انتهاك خصوصية المواطنين هو انعكاس للفوضى التي ضربت المجتمع السوداني خلال هذه الحرب وهو أمر يجب التصدي له بقوة لضمان الكرامة والحرية للجميع
أ. تجريم انتهاك الخصوصية في القران الكريم
القرن الكريم وضع أسسا واضحة لصيانة خصوصية الأفراد وحمايتها ومن الآيات التي تشير إلى ذلك
تحريم التجسس:-
قال الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
هذه الآية صريحة في تحريم التجسس وهو أحد أبرز أشكال انتهاك الخصوصية
حق الخصوصية داخل المنازل:-
قال الله تعالى
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا
هذه الآية تؤكد حق الإنسان في حماية خصوصية منزله من أي انتهاك
ستر عيوب الآخرين:-
قال النبي صلى الله عليه وسلم
من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامةهذا الحديث يبين أهمية الحفاظ على أسرار الناس وحمايتهم من الانكشاف مما يرسخ مفهوم الخصوصية
ب . تجريم انتهاك الخصوصية في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية
1. الميثاق العالمي لحقوق الإنسان (1948)
المادة 12
لا يجوز تعريض أي إنسان لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته ولا لأي حملات تمس شرفه وسمعته ولكل شخص الحق في الحماية القانونيه من مثل هذا التدخل أو المساس
هذه المادة تعترف صراحة بحماية الخصوصية كحق إنساني أساسي
2. العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 1966
المادة 17
لا يجوز تعريض أي شخص على نحو تعسفي أو غير قانوني للتدخل في خصوصياته أو شؤون أسرته أو منزله أو مراسلاته ولا لأي حملات غير قانونية تمس شرفه وسمعته
تلزم الدول الأطراف باتخاذ تدابير قانونية لحماية الخصوصية
3. الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (1950)
المادة 8
لكل شخص الحق في احترام حياته الخاصة والعائلية ومنزله ومراسلاته
هذه الماده تؤكد على حماية الخصوصية كجزء أساسي من حقوق الإنسان في أوروبا
أهمية تجريم انتهاك الخصوصية:-
حماية كرامة الإنسان وصيانة حريته.
تعزيز الأمن الاجتماعي ومنع انتشار الفوضى والاستبداد.
ضمان ثقة الأفراد في المجتمعات والمؤسسات.
الخلاصة:
انتهاك الخصوصية محرم في الشريعة الإسلامية وله تأصيل واضح في القرآن الكريم والسنة كما أن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية تجرم هذه الممارسات ما يعكس توافق القيم الدينية والدولية على أهمية صيانة هذا الحق الإنساني الأساسي.