فكة ريق،،،
الضيف عيسي عليو ..ابوخالد
دارفور ليست طفلة يتيمة!!
استمعت للمقابلة التي أجراها الأستاذ سعد الكابلي مع العنصري
عبدالرحمن عمسيب و قد أجهد نفسه كثيراً في البحث ليثبت أن دارفور ليست جزء من السودان و قد انضمت للسودان في العام ١٩١٦
و كأنه إكتشف الذرة و كل ذلك في إطار التبرير لمشروعه دولة البحر و النهر و هو ذات مشروع عبدالرحيم حمدي الذي أطلق عليه
(مثلث حمدي) و هو في غمرة الترويج لمشروعه أن هناك فرق بين الدولة القومية و الدولة الوطنية، و أن السودان الأوسط و الشمالي يمكن أن يشكل الدولة القومية بمعني إنسان هذه المنطقة الجغرافية الأقرب لبعض و من ناحية الدم و اللغة و الدين! إذا إفترضنا جدلاً هذه النظرية لماذا حشر البحر هنا علماُ أن إنسان البحر الأحمر يمكن أن يلتقي معهم في الدين بينما هناك فوارق ثقافية و لغوية تفصل بينهم و سكان الوسط و الشمال و كذلك كلما توجهنا شمالاُ نجد أن النوبين بمختلف قبائلهم من دناقلة
و محس و كنوز أيضاً تتضح الفوارق الثقافية و اللغوية، لذلك مبدئياُ نحكم علي نظرية عمسيب بالسقوط في منحدر العنصرية و تأليب خطاب الكراهية!! دارفور شاء الله تعالي أن تكون بدخولها في العام ١٩١٦م إضافة للسودان و ليست خصماُ عليه لما تملكه من موارد بشرية و ثروات في باطن الأرض و خارجها و بعد إنفصال جنوب السودان كل ما يتمتع به السودان من موارد نفطية بنسبة عالية تأتي من دارفور من حقول
( زرقة ام حديد و ابوسفيان و ابوجابرة ) هذا ناهيك عن الثروة الحيوانية، إن كانت دارفور خميرة
عكننة كما يغمز البعض فإن ذلك ناتج عن الإهمال الذي صاحب الأنظمة المتعاقبة منذ الإستقلال، إلا أن أبناء دافور للأسف إختاروا النضال المسلح و هذا ما زاد الطين بِلة، لو قُدر لأبناء دارفور واصلوا في النضال المدني الذي واجهوا به الرئيس جعفر نميري في اوج عنفوانه لكان الوضع أفضل، اول هذه المواجهة عندما قرر نميري ضم دارفور لإقليم كردفان خرجوا أبناء دارفور رافضين القرار، تراجع نميري و أعلن دارفور إقليم، ثانياُ عين نميري الطيب المرضي حاكماُ و هو
من أبناء كردفان خرج أبناء دارفور
ضد القرار ، تراجع نميري و عين احمد ابراهيم دريج، ثالثاً و في زيارة لنميري لدارفور تحدث أبناء دارفور في المجلس التشريعي في
الفاشر بأن دارفور تعاني من مجاعة رفض نميري ذلك و قال أتحدي لا توجد مجاعة من هنا إلي حدودنا مع تشاد تحدوه و أثبتوا له ذلك تراجع نميري و أعلن
دارفور منطقة كوارث لم يمضي اسبوع تم إعلان كردفان منطقة كوارث ثم إعلان السودان كله منطقة كوارث كان ذلك في العام ١٩٨٤م!! أعود و أقول للمواطن عبدالرحمن عمسيب أبناء دارفور يؤكدون سودانيتهم و لم يتحدث يوم أحدهم أنهم يرغبون في إنفصال لأن هذا السودان أجدادنا رفاتهم في أي شبر فيه و كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية
و لكن إذا أهلنا السودانين رفضونا
و طلبوا البُعد عنا فإن دارفور ليست طفلة يتيمة تتقاذفها الأقدار قادرة أن تضمد جراحها و تنمو!! آخر الكلام شعب واحد جيش واحد، سودان واحد موحد.
٠٩١٢٣٣١٧٤٠
١٣-١١-٢٠٢٤م