للعطر افتضاح
د. مزمل أبو القاسم
هل يستوي ميرغني والقوني؟
* ما أنبلها من تُهمة، وما أشرفها من عقوبة.. أن تلاحق آلة الظلم والتجبر الأمريكية سعادة الفريق أول ركن ميرغني إدريس، مدير منظومة الصناعات الدفاعية السودانية بتهمة توفير السلاح والعتاد الحربي لجيش السودان وشعبه في معركة الكرامة!
* تهمةٌ لا ينفيها، وشرفٌ لا يدعيه ميرغني وصحبه وأركان حربه، لأنها تضع تيجان العِزِّ على رؤوسهم، وأوسمة الفخر على صدورهم.. أوسمة العز والسؤدد.. أن يوفروا لجند السودان الفوارس وأهله الميامين معينات الدفاع عن الأرض والعِرض والأهل والمال.. أن يجتهدوا في إمدادهم بمعينات القتال للمحافظة على كيان الدولة السودانية .. أن يسهموا بنصيب الأسد في إبطال مخطط ابتلاع السودان.. أن ينبروا لإفشال أكبر مؤامرة استهدفت بلادنا وأهلها ومقدراتها ومواردها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.. أن يبقوا الهامات مرفوعةً، والجباه شامخةً، والشرف موفوراً، وأن يقولوا للعالم أجمع نحن هنا.. هذه الأرض لنا، وما عاش من ينتزعها منا.
* هل يستوي جنرال عظيم يخدم جيشه ويأتمر بإمرة شعبه ويجتهد لنصرة أهله مع مليشي مجرم، احترف قتل الأبرياء وتشريد الآمنين وسحل الأطفال وخطف النساء واغتصابهن وسبيهن وبيعهن في خور جهنم؟
* هل يستوي من افترش أرضه والتحف سماءها واصطف مع بلاده وبايع أهلها واجتهد لصيانة أرضه وعرضه مع لصٍ لئيم، ووعد زنيم، جاس قرامطته الأوغاد أرض السودان الطاهرة وأحالوا نقاءها دنساً وطهرها عبثاً، وأمنها خوفاً، وطمأنينتها رعباً؟
* فليهنأ سعادة الفريق ميرغني بعقوبات (أوفاك) الأمريكي الأفاك، وعهدنا بميزانه الأعوج أنه معتلٌ ومختل، وأنه لا يعرف من العدالة إلا اسمها، ومن الحق إلا رسمه.
* شعب السودان الوفي الذي يعرف أقدار الرجال يدرك ما قدمته منظومة الصناعات الدفاعية للسودان قبل الحرب وأثناءها، ويعلم أن هذا المخطط اللئيم استهدف المنظومة ابتداءً، لأنها وفرت لجيش السودان كل احتياجاتها من الأسلحة والذخائر بأيادٍ سودانية مبدعة، وصنَّعت من رصاصة المسدس والكلاش حتى دانة الدبابة وصاروخ الطائرة، ونجحت في تصنيع العربات المصفحة والدبابات وأنظمة المدفعية التقليدية وذاتية الحركة، وشيدت خطاً لإنتاج أحدث المُسيَّرات، كما اقتحمت مجال الصناعات المدنية وصنّعت السيارات والأجهزة الطبية ومعينات الإجلاس للمدارس والجامعات، وبنَتْ المسالخ ومراكز تسمين الماشية وغيرها.
* التحية لمنسوبي المنظومة الذين أعلنوا اصطفافهم خلف قائدهم، ورفضوا المساس به، وأكدوا ولاءهم له، وهذا ديدنهم، وذاك عهدنا بهم.. أنهم يعرفون أقدار الرجال.. وليواصل ميرغني وصحبه سعيهم في إسناد جيشهم.. حتى يتحقق النصر بإذن الله.. أليس الصبح بقريب؟