خارج النص
لعب الصغار
مايجري في دهاليز الحكم من حفر عميق لوأد اتفاقية السلام وتجريدها من مضمونها وزرع الشقاق بين مكوناتها يمثل إعادة إنتاج الفشل الذي اجهض اتفاقية أديس أبابا واتفاقية السلام الشامل واتفاق الدوحة من ذات العقليات قصيرة النظر كبيرة في مواقعها وصغيرة في تفكيرها وقصر نظرها وهو مااطلق عليه مولانا أبيل الير نائب رئيس الجمهورية الأسبق في كتابه (جنوب السودان والتمادي في نقض العهود والمواثيق) الذي أشرنا إليه أمس في سياق الحديث عن تسريبات اجتماعات تقويم المسار لأطراف اتفاقية السلام وهو اجتماع واقع لايستطيع أحدا إنكاره وهو مطلوبا شهريا إذا لم ينعقد أسبوعيا لشركاء سلطة وشركاء مصير واحد ولكن أكثرهم لايفقهون
كيف يفقهون ومنهم من يتربص بشركاء مخلصين ورجال دولة وقادة مقاتلين مثل مناوي وجبريل من أجل استقطاب آخرين لاوجود لهم في ميدان المعركة ولا نصيب لهم في بنك الجماهير
بدأ التحرش السياسي واللعب الناعم والخشن والحفر ومحاولة جر الحركات المسلحة بإعفاء بعض المسؤولين مثل مدير ديوان الضرائب من غير موافقة وزير المالية وهي ذات الطريقة القديمة في تعين الوزراء وإدارة الوزارة من الظل بايادي ناعمة تعمل في الظلام الدامس ويجد الوزير نفسه منازعا مابين رفض أن يصبح مجرد (بو) ومابين طرده من الوزارة ومغازلة آخرين من حزبه بالمنصب ومن ثم ممارسة دعارة تقسيم الأحزاب وتمزيقها حتى تمزق الوطن نفسه
واصبح السودان سودانيين والان بات مفتوحا للتشرزم لدويلات متعددة كما تسعى دول خارجية وتساعدعا أيادي داخلية اما بالغفلة أو اللعب بمصائر الوطن فيما لايحتمل اللعبالحركات المسلحة التي تدافع عن السودان الان ليست اجيرة تقاتل من أجل المال والا كان حريا بها القتال مع المليشيا وهي أكثر امولا من دولة مفلسة ولو كان جبريل ومناوي من الرجال البلهاء المبزولين في سوق النخاسة لباعوا أنفسهم إلى خليفة حفتر وأولاد وزايد ابن سلطان ولكنهم قادة وطنيين يدافعون عن بلادهم بشرف وإخلاص رغم أن مركز السلطة الان في يد القوات المسلحة وقادة المجلس السيادي الأربعة وحدهم وتلك من الأخطاء التي تعيد إنتاج الفشل السياسي لدولة ينبغي لها أن تتعافى من أمراض الماضي وان تصبح القوات المشتركة الحالية هي جيش البلاد القومي مع فتح الباب لانضمام الحلو وعبدالواحد محمد نور ومن يغسل يده من دم حميدتي مثل كيكل حتى تستقر بلادنا وتنهي للأبد ظاهرة نفوذ الأشخاص على حساب المؤسسات وان لايضع أحدا نفسه في كرسيا أعلى من الآخرين كما كان يفعل العقيد معمر القذافي القائد الأممي الذي انتهى به الأمر في حفرة ومجري مياه صرف صحي في بلاده ومااكثر العبر ومااقل الاعتبار
فمتي يدرك القادة العسكريين الثلاثة البرهان وشمس الدين كباشي وياسر العطا أن الأوضاع الحالية تقضي التماسك اولا وسط شركاء المصير من قادة الكفاح المسلح والنأي عن الحفر والدفن واستخدام الأسلحة الصدئة التي ترتد إلى صدورهم قبل الشركاء الآخرين